لقد جرى عبور مضيق البوسفور باستعمال أنابيب فرات الخاصة، وبذلك جرى القضاء على خطر حدوث نقص في إمدادات المياه. إن مشكلة إمدادات المياه التي كانت متوقعة في مدينة اسطنبول جرى حلها من خلال تقديم إمدادات مياه متوازنة للجهتين الآسيوية والأوروبية من المدينة؛ هذا الحل لمشكلة النقص في إمدادات المياه قد تحقق بالإستثمارات الضخمة التي قامت بها إدارة مياه ومجارير اسطنبول (إسكي) وباستعمال أنبوب خاص جداً من البولي إيثيلين 100 الذي قامت فرات بتصنيعه وهو الأول من نوعه في العالم. هذا الأنبوب، بقطر 1200 ملم، الذي يقاوم ضغطاً قدره 16 بار (16 مرة الضغط الجوي) جعل "عبور البوسفور" ممكناً. مياه الشرب التي تقوم إدارة مياه ومجارير اسطنبول بجرها من مياه "مَلَنْ" إلى سد عمرلي، تعبر بعد ذلك مضيق البوسفور عند قعره بين صالاجاك وسراي بورنو بواسطة الأنابيب الأكثر ثخانة في العالم التي أنتجتها شركة فرات لهذا الغرض. ومن ثم يجري جر هذه المياه من سراي بورنو إلى منشآت يني كابي؛ من هذه المنشآت يجري ضخ 300 ألف متر مكعب من مياه الشرب يومياً إلى المنطقة الأوروبية من المدينة. استعمل في "مشروع عبور البوسفور" أنبوباً خاصاً من الجيل الثالث للبولي إيثيلين نوع أل أس، يتحمل ضغطاً تشغيلياً يساوي 16 بار، وقطره 1200 ملم، وسماكة جدران أنبوب بهذا القطر هي الأعلى في العالم. إن العمر الخدمي لهذا الأنبوب هي على الأقل 100 سنة، حيث أن مادة تصنيع الأنبوب تبدأ بالتعب بعد مرور 100 عام على تصنيعها. أنبوب البولي إيثيلين 100 قد صنع من مادة كثافتها تساوي 0,955 جرام/سم³، لذلك هي لاتغرق في الماء، وفي هذا المشروع مددت الأنابيب في قعر المضيق ووضعت فوقها بلوكات من الخرسانة للمحافظة على وضعيتها. الأنابيب التي جرت صناعتها للمشروع هي بطول 13 متراً ويزن الأنبوب الواحد منها (5) خمسة أطنان. أنابيب المشروع بكامله والتي هي بطول إجمالي قدره 4000 متر جرى تصنيعها بواسطة المهندسين الأتراك واليد العاملة الفنية التركية في معامل فرات في بيوك تشكمجه، التي هي واحدة من أكبر خمسة مجمعات صناعية لأنتاج المواد البلاستيكية.

إن تصنيع أنابيب تقاوم ضغطاً يعادل 16 بار وبقطر يساوي 1200 ملم تحقق وصار أمراً واقعاً لأول مرة في العالم.

المواد البلاستيكية التي يجري تصنيعها من المشتقات البترولية، تطورت بشكل سريع ومستمر منذ اكتشافها في خمسينات القرن الماضي. إن أحدث التقنيات التي يجري اتباعها حالياً في صناعة الأنابيب هي تقنية التصنيع باستعمال فئة البولي إيثيلين 100 التي تعتبر آخر جيل في مواد صناعة الأنابيب. نظراً لمزاياه العالية الجودة، وكذلك نظراً لبنيته، جرى اختيار وتفضيل استعمال البولي إيثيلين 100 لمشروع عبور البوسفور. إن مزايا الأنابيب المصنعة من البولي إيثيلين 100 هي، باختصار، عمر طويل للأنبوب وبالتالي فترة خدمة أطول، مرونته عالية، وهو ليس عرضة للتآكل، ولا يتسبب في تغيير لون المياه التي يجري جرها بواسطته، ولا يؤثر في طعمها وهذا الأنبوب لايتأثر بمياه البحر. نظراً لهذه الميزات يجري منذ سنوات في بلادنا استعمال أنابيب البولي إيثيلين 100 لعبور البحر وكذلك لمقاومة الهزات الأرضية، حيث أن بلادنا تقع في منطقة معرضة للزلازل. يجري لحام أنابيب البولي إيثيلين 100 بطريقة اللحام التناكبي، وكذلك بطريقة اللحام بالصهر الكهربائي؛ كلا طريقتي اللحام هاتين تحافظان على تحمل موضع اللحام للضغط وعدم الرشح. أنواع الأنابيب الأخرى البديلة لها مساويء عديدة أهمها وجوب اتخاذ احتياطات عالية التكاليف لمنع التآكل، كذلك فإن فترة صلاحيتها للخدمة قصيرة وتكاليف طرق لحامها عالية؛ إضافة إلى أن مرونتها النسبية أقل، وبعضها يكون معرضاً للكسر بنسبة أكبر. ولذكر بعض الامور الاخرى المتعلقة بانبوب البولي ايثيلين 100 الذي جرى استعماله في مشروع عبور البوسفور نقول إن قطر الأنبوب الذي قمنا بإنتاجه هو 1200 ملم وسماكة جدار الانبوب هي 110 ملم وهو يتحمل ويقاوم ضغطاً تشغيلياً يعادل 16 بار. هذا الانبوب يخدم 100 عام على الاقل حيث ان مادته تبداً في التعب بعد 100 عام من تصنيعها. أنابيب البولي ايثيلين 100يجري إنتاجها من مادة كثافتها 0.955 جرام/سم3 وهي لاتغرق في الماء. لذلك في هذا المشروع جرى الحفاظ على الأنابيب في قعر البحر بواسطة البلوكات الاسمنتية . بعد إخضاع الأنابيب التي جرى تصنيعها الى سلسلة من التجارب والفحوصات طبقاً للمعايير الدولية، جرى نقلها إلى الشاطيء. وهنا نود ان نذكر ونؤكد على حقيقة واقعة وهي أن هذا الانبوب الذي يبلغ سمك جداره 110 ملم لم يجر حتى ذلك الوقت إنتاج مثيل له في العالم. هناك مسألتان تظهران في الصورة فيما يتعلق بتصنيع الانبوب؛ المسألة الاولى هي ضرورة استخدام مواد خام مختلفة. وعليه فقد تم الانتاج باستخدام المادة الخام التي ندعوها المادة ضئيلة الارتخاء ( ال.اس ) وهي احدى المشتقات المختلفة من البولي ايثيلين 100 التي لها القدرة على الطفو ببطء بتأثير الحرارة. إن اختيار المادة الخام ( ال.اس ) لم يكن بالتأكيد كافياً لانتاج الانابيب لذلك فان المسألة الثانية كانت في استعمال المحسنات التي أدخلناها على خط الانتاج . بواسطة فريقنا الذي يتمتع بمعرفة وخبرة تراكمت عبر سنوات طويلة، خططنا لسلسلة من التصاميم على خط الانتاج وبتطبيقنا لتلك التصاميم والخطط استطعنا تحقيق واحراز رقم قياسي عالمي

أما رأي مهتاب أولوجافيز مدير المبيعات في فرات للبنى التحتية فهو كما يلي :

إن مشكلة اسطنبول الكبرى ألا وهي الجفاف ونقص المياه بدأت تصل الى حل جذري بفضل حساسية وشجاعة إدارة مياه ومجارير اسطنبول اسكي. إن مياه الشرب التي تأتي بها إدارة مياه ومجارير اسطنبول من مَلَنْ تعبر مضيق البوسفور عند قعره بواسطة انابيب البولي ايثيلين 100 الاكثر سماكة في العالم والتي تتحمل ضغطاً يعادل 16 بار. هذه الانابيب بقطرها الذي يبلغ 1200 ملم جرى تصنيعها بشكل خاص ولأول مرة من قبل شركة فرات. تعبر هذه الانابيب البوسفور من صالاجاك في الجهة الاسيوية من اسطنبول إلى سراي بورنو في الجهة الاوربية لتجر يومياً 300 الف متر مكعب من المياه الى الجهة الاوروبية من المدينة. من الناحية العملية هناك أنواع عدة من الانابيب المصنعة من مختلف المواد اذن لابد ان يكون هناك سبب اساسي لتقوم ادارة مياه ومجارير اسطنبول بتفضيل واختيار انابيب البولي ايثيلين 100 لهذا المشروع. يوجد في مضيق البوسفور تيارين للمياه ذات اتجاهين متعاكسين ونسبة تدفق مياه كبيرة نظراً للفرق بين كثافة مياه البحر الاسود وكثافة مياه بحر مرمرة. لاجل هذه الخاصية يعتبر مضيق البوسفور واحداً من ممرات العالم المائية التي يصعب قطعها. هذه الشروط الصعبة فرضت استعمال نظام أنابيب ذو مرونة عالية ليكون متناغماً مع حركات البحر مثل الاضطراب والرنين والذبذبة. نظراً للمواصفات الكيميائية لمادة البولي ايثيلين 100 الخام فان الأنابيب المصنعة منها لاتتأثر بمياه البحر التي لاتسبب أي تآكل في تلك الانابيب، وتعتبر هذه من المعطيات المهمة لهذا المشروع. إن الانابيب المصنعة من البولي ايثيلين 100 تميز نفسها عن أنظمة الأنواع الاخرى من الأنابيب وهي لا تحتاج الى حماية كاثورية. دعونا الآن نلخص بعض المزايا الاخرى لأنابيب البولي ايثيلين 100؛ هذه الأنابيب تعتبر انابيب صحية حيث أنها لاتغير لون ورائحة وطعم مياه الشرب، كذلك فهي متينة في تحملها للضغط وكتيمة لا ترشح بفضل طرق الوصل المستعملة والتي يعتمد عليها؛ هذه الانابيب أيضاً لاتتأثر بالصدمات والضربات. من المسائل الأكثر أهمية التي تتعرض لها شبكات الانابيب بشكل عام هي مسألة الزيادة المفاجئة و/أو النقصان المفاجئ في الضغط الذي تتعرض له شبكة الانابيب؛ أنابيب البولي ايثيلين 100 تتجاوب مع تلك الزيادة و/أو ذلك النقصان في الضغط الذي تتعرض له الشبكة بفضل مرونتها وتحملها للضغط. انابيب البولي ايثيلين 100 لا تنفجر في مثل تلك الظروف. لاجل حل مشكلة المياه للقسم الاوروبي لمدينة اسطنبول قامت فرات بتصنيع أنبوب لم يجر تصنيع مثيل له من قبل وذلك بفضل العمل الدؤوب ليلاً ونهاراً لفريق فرات ذو المعرفة المتكاملة والخبرة العريقة هذا الامر جعلنا في موضع فخر وإثارة لأن الأنبوب الذي قمنا بتصنيعه واستعملناه في مشروع عبور البوسفور هو الأول من نوعه على الارض وقد دخل في أدبيات صناعة الانابيب.